كان السابع من حزيران من العام 2009 موعداً مرتقباً للانتخابات النيابية في لبنان. ونظراً لأن هذه الانتخابات أجريت خلال دورة من د ورات "الحرب الأهلية الباردة"، فقد شكلت خاتمة مؤقتة للاحتقان الشديد الذي شق البلاد منذ العام 2004 والذي بلغ أوجه في أيار 2008. من هنا اعتبرت العملية الانتخابية مدخلاً هاماً لتحليل مشهد إعادة تشكل المسرح السياسي اللبناني واصطفافاته والمنطق المتّبع في التعبئة السياسية، والتحولات التي يشهدها نظامه الخاضع منذ نهاية العقد الأخير لتوترات داخلية وخارجية عدة، والذي استُهل بالانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، وتخلله الانسحاب السوري في عام 2005 إثر اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، ويليه حرب تموز عام 2006. ساهمت المواجهات داخل صناديق الاقتراع بين المرشحين والعائلات والأحزاب السياسية في تعزيز موقع بعض الزعامات أو خلخلته أو إعادة اعتباره، وهو ما تقترح مساهمات هذا الكتاب دراسته وتسليط الضوء على أبعاده المختلفة. فصول هذا الكتاب تناقش - ضمن منظور طويل الأمد والاعتماد على دراسات حالات محددة - المنافسة الانتخابية والأدوات المستخدمة في حلبات الحراك حيث تمت المواجهة بين العائلات السياسية والأحزاب الطليعية والحركات الطلابية، مروراً بالأحزاب الجديدة، التي انبثقت في مرحلة ما بعد الحرب، وبالكنيسة وبالجالية اللبنانية في المهجر وانتهاءً بأندية كرة القدم